القرآن الكريم هو كلام الله تعالى، نزل به أمين الوحي جبريل بأمرٍ من الله جلَّ وعلا على قلب محمد صلى الله عليه وسلم. والقرآن هو المعجزة الخالدة التي جاء بها رسول الله محمد – عليه الصّلاة والسّلام – تدليلاً على صدق نبوّته. ويتنوع محتواه بين المواعظ والقصص والأخبار والأوامر وحقائق الكون وغير ذلك من المواضيع. يتوجه القرآن الكريم بالخطاب إلى البشرية داعياً الإنسان إلى أن يوحد خالقه ويترك عبادة ما سواه ثم يصلح من نفسه وغيره على قدر استطاعته وإمكانيته المتاحة. وتأتي أوامر القرآن مقرونة بمنهج يوازن بين الروح والبدن ويدعو إلى البعد عن الغلو في الأشخاص والأفكار.
طوال ١٤٠٠ سنة، ظل النص القرآني محفوظاً من التحريف والتغيير والتبديل، لذلك فإن النسخة المتداولة اليوم من القرآن الكريم تتوافق بدقة في محتواها مع المخطوطات الموجودة في المتاحف والتي يعود تاريخها إلى السنوات التي تلت مباشرة وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ليس هذا فحسب، بل إن طريقة تلاوة القرآن ونطق حروفه تم حفظها أيضاً على مضى القرون الماضية وتناقلها المسلمون أباً عن جد، لذلك تجد أن المسلمين -حتى غير العرب- يقرأوون القرآن اليوم تماماً كما كان العرب يقرأوونه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
منذ ما يزيد عن ألف وأربعمائة سنة، قدم القرآن وصفاً دقيقاً لأطوار نمو الجنين داخل رحم الأم ثم جاءت الأبحاث العلمية في القرن العشرين لكي تتطابق بحذافيرهامع الكتاب الذي نزل في صحراء شبه الجزيرة العربية قبل ١٤ قرناً من الزمن.
يتوجه القرآن بكلامه مخاطباً الإنسان من خلال رسالة عالمية لا تميز عرقاً على عرق أو لوناً على لون، رسالة تدعو البشرية للعودة إلى خالقها الواحد الذي لا شبيه له ولا مثيل قال تعالى: ياأيها الإنسان ما غرك بربك الكريم
كثير من السملين يحفظون القرآن الكريم كاملاً عن ظهر قلب. وربما يبدو ذلك مثيراً للتعجب إلا أن أبناء المسلمين تربوا على هذه العادة على مر العصور. حيث يقوم التلميذ بتعلم القرآن من شيخه الذي أخذه بدوره عن شيخه في سلسلة متصلة تنتهي إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
اللهم بلغنا رمضان وارزقنا صيامه وقيامه وقبوله
من موقع ساوند كلاود